في الحقيقة، لقد غير السيناريو التقني الحالي الطريقة التي نتواصل من خلالها، فاتحاً لنا باباً من الفرص والاحتمالات التي لا حصر لها في العديد من مجالات الحياة الاجتماعية.
بدأ التعليم عن بعد من خلال الإنترنت يحتل مكانة لا تتزحزح بين سبل تحصيل المعلومة، حتى صار ينافس التعليم التقليدي في الشعبية، وقد يصبح هو الوسيلة الوحيدة المتوفرة للأجيال المقبلة كي يُحصّلوا المهارات اللازمة للعمل والعيش. سيرشدك هذا المقال لفهم طريقة التعليم عن بعد بعمق، والمهارات اللازمة التي ينبغي تبنيها لتحصيل العلم أو نشره عن بعد، والتأقلم مع خصائص هذا النظام.
في الدروس التي تتم عن بعد، يتم إدارة الدروس بواسطة المؤسسة التعليمية أو الجهة المسؤولة عن التعليم: إما 100% أونلاين أو أن جزءاً من هذا التعليم يتم مكانياً، ويسمى في هذه الحالة التعليم المدمج.
- مهما كان النمط أو الموديل، من الضروري دوماً أن يكون هناك مدرس أو شخص مختص يعتبر مرجعاً أساسياً للطلاب.
- في التعليم التقليدي يعتبر المدرس أو الأستاذ هو المرجعية الأساسية والتقليدية في عملية التعلم، والذي يعمل على إدارة الدروس، يتقن المحتوى 100% ويتفاعل مع الطلاب.
- لكن مع ظهور نموذج التعليم عن بعد، بدأت هذه العلاقات تتمتع ببعض التعقيدات، ففيه لا يعتبر المدرس في تفاعل دائم مكاني مع الطلاب بشكل مباشر. لهذا السبب لا بد من اكتساب بعض مهارات التدريس عن بعد بحيث تساعد الأستاذ على التألق في هذا النموذج.
- المدرب في نموذج هذا التعليم يعتبر المسؤول إعداد المحتوى التعليمي وتطويره. لذلك يأتي صاحب هذا المحتوى في مقام المدرس المسؤول عن سير العملية التعليمية في الصف التقليدي.
- وهذا يعني أن المدرسين مسؤولون عن تقديم كامل الدعم والمساعدة التي يحتاج لها الطلاب، سواء عبر الأوساط الافتراضية، مثل منتديات الحوار، قاعات وصالات الدروس الافتراضية، الايميل… أو بشكل مكاني، عن طريق المؤسسات التعليمية أو المكان الذي يتم فيه جزء من هذه الدروس.
- كما يعتبر المدرب مسؤولاً عن حل التساؤلات ومواطن الغموض، تصحيح الاختبارات، وحتى إعداد محتوى تكميلي يساعد الطلاب على تطوير مستواهم ومعارفهم في مجال الدراسة.
- للمدرس، كذلك، دور كبير في تحفيز الطلاب والتشجيع على التفاعل فيما بينهم أثناء الدراسة.
تمثلت مهارات المعلمين الأساسية في نظام التعليم التقليدي في إيجاد طريقة لشرح محتويات مكتوبة ومرتبة مسبقًا، إذ المعلم في المدرسة أو الجامعة مقيد ببرنامج خاص تحدده وزارة التعليم أو هيئات أخرى، وهذا يختلف تمامًا عن طريقة التعليم عن بعد.
أولًا: اختيار المحتوى المناسب
لا يمكن طرح محتوى نظام التعليم التقليدي من الكتب الكلاسيكية والمناهج القديمة مباشرةً في منصات التعليم عن بعد، لأنها طويلة ومملة ولم يطرأ عليها تحسينات لتتوافق مع عصر السرعة. يجب في أثناء اختيار وصنع المحتوى المناسب أخذ المعايير التالية:
1. محتوى محصور ومحدود.
2. محتوى عملي.
3. محتوى هادف وعصري.
4. محتوى حصري.
ثانيًا: اختيار المنصة التعليمية
يمكن تجريب منصات التعليم عن بعد كلها لمعرفة أيها أفضل، لكن هذا ليس عمليًا لاسيما وأن عدد المنصات في تزايد مستمر وتتنافس في جلب صناع محتوى لرفع رقم الأعمال لديها.
إيجابيات التعلم عن بعد انتشرت عملية التعلّم عن بعد بكثرة مع انتشار فيروس كورونا، حيث برزت العديد من الإيجابيات للتعلّم عن بُعد، ومن أبرزها ما يأتي:
- المرونة في التعلم.
- توفير الوقت والجهد.
- توفير المال.
- الحصول على المزيد من الفرص.
- كسب المزيد من المهارات التكنولوجية
سلبيات التعلم عن بعد بالرغم من إيجابيات التعلّم عن بُعد وميزاته إلّا أنّ هناك سلبيات متعددة له، وفيما يأتي توضيح لذلك:
- نقص التفاعل الاجتماعي.
- انخفاض مستوى المهارات الشخصية.
- تشكيك صاحب العمل في مصداقية التعليم.
- حدوث مشاكل تتعلق بالإنترنت.
- تعقيد أسلوب التعلم عند البعض.
ثالثًا: مهارة الإلقاء
لا تقل أهمية مهارة الإلقاء عن جودة المحتوى نفسه، فقد يكون المحتوى منظمًا منسقًا، لكن أسلوب المحاضر يبعث على الملل أو يعقد الأمور. هذه المهارة تحتاج إلى صبر وعزيمة والعمل عليها باستمرار، فهي إحدى أهم مبادئ التعليم عن بعد وركائزه. هناك أسرار تجعل الناس تنجذب إلى شخص معين دون الآخر، وهي كثيرة لا تحص ومنها:
- الشغف بالمحتوى المقدم.
- تدريب نبرة الصوت ومخارج الحروف.
- ربط الأفكار وتسلسلها.
- البساطة في الطرح.
- عدم الإطناب.
- استخدام لغة الجسد.
- بشاشة الوجه.
- جذب الانتباه.
رابعًا: مهارات التسويق
التسويق أحد أهم مهارات التعليم عن بعد الذي لا مفر من تعلمها، لأن التنافس كبير بين المعلمين للظفر بطلاب علم ومتابعين كثر. الدورات التدريبية كثيرة في الإنترنت، وبعضها متشابه إلى حد ما في المحتوى، وإذا لم يحسن المعلم فن التسويق الناجح فستبقى إنجازاته موضوعة على رفوف المنصة ولا يسمع بها أحد.
إذا كنت تريد أن تصبح مدرساً عن بعد ومرجعاً للطلاب في مجال محدد، مما لا غنى عنه أن تتمتع ببعض الصفات والمهارات الخاصة والمفيدة.
1- التخصص.
2- الإدارة البشرية أو إدارة الطلاب.
3- الثقة بالنفس.
4- اللغة الجيدة.
5- التعلم المتواصل.
6- القدرة على الإصغاء الجيد.
7- توسيع معارف الطلاب.
في ظل ظروف جائحة كورونا وتأثيرها على القطاعات المختلفة حول العالم، عملت جميع الجهات على الحدّ من انتشار الفيروس من خلال إغلاق بعض القطاعات، ومنها: المدارس، والجامعات، وجميع المؤسسات التعليمية لكافة الأعمار، حيث إنّ هناك 150 دولة تقريباً أصدرت قرارًا بإغلاق كافة المؤسسات التعليمية خلال جائحة كورونا، الأمر الذي أثّر في 80% من الكثافة الطلابية حول العالم، حيث نقص عدد الطلاب المُنتسبين إلى الجامعات الرسمية وجاهيًا، وذلك وِفقًا لدراسة نُشرت في مجلة (Cureus Journal Of Medicine) في عام 2020م.
ولذلك فإنّه لا يُتوقع أن تعود العملية التعليمية إلى ما كانت عليه سابقًا، بل سيصبح التعلّم عن بُعد جزءاً من روتين الحياة الاعتيادي، حيث يجب التركيز على إيجابيات عملية التعلّم عن بُعد بالرغم من سلبياته المتعددة؛ وذلك من أجل جني ثمار هذه العملية والاستفادة منها قدر الإمكان.
توجّه العالم إلى التعلّم عن بُعد بشكل كبير بعد ظهور جائحة كورونا، حيث أثّرت قرارات الإغلاق في معظم الطلاب حول العالم، وكان لا بدّ من إكمال المسيرة التعليمية، ومن المُتوقّع أن يتوجّه العالم لاعتماد أسلوب التعلّم عن بُعد في المستقبل.